samedi 18 février 2012

أكثر الناس راحة وسعادة


رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أكثر الناس راحة وسعادة واستمتاعا على وجه الأرض . كيف وهو يكلم ربه ويكلمه ربه . لو قرأت سيرته الشريفة بوعي وحسبت أيام السعادة وأيام الابتلاءات ستفاجأ أن أكثر من ثمانين في المائة من حياته سعادة وراحة ومتعة . لكن المشكلة في من يركز على الابتلاءات ليوهم الناس أن النبي كان يعاني في حياته ..

كيف كان يعاني وهو الذي كان يدعو الله دائما "وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي" و "واجعل الحياة زيادة لي في كل خير" .. وعندما كانت حياته كلها خير قال له الله إن هذا الخير سينالك خيرا منه في الآخرة "وللآخرة خير لك من الآولى" وفي اللغة العربية خير لك من : معناها أن هناك تخيير بين خيرين .. وأحدهما خير من الآخر .

فمثلا لو أن شخصا يريد السفر بسيارة مريحة .. فتقول له الطائرة خير لك من السيارة .. فهل معنى هذا أن السيارة سيئة ؟؟ أو متعبة ؟؟ أو فيها معاناة !

كيف كان يعاني وهو الذي قال عن الدنيا "إن الدنيا حلوة خضرة . وإن الله مستخلفكم فيها . فينظر كيف تعملون" أي أن الدنيا حلوة والحياة حلوة ومريحة فلا تغتروا بحلاوتها وتنسوا الآخرة ..

كيف كان يعاني وهو الذي قال عن الصلاة "أرحنا بها يا بلال" وكان يصلي كثيرا ليذوق أروع وأحلى وأمتع راحة على وجه الأرض .. وفي التلذذ والاستمتاع بالصلاة سأصدر إصدارا صوتيا مفصلا عمليا بإذن الله قبل رمضان القادم .

اعلموا أن تسلق الجبال يراه السلبيين شاقا ، لكن لو سألت الذي يتسلق نفسه لوجدته أمتع أهل الأرض أثناء تسلقه .. الموضوع نفسي بحت ومن يقل أن رسول الله كان يعاني لا يفهم علم نفس ، لذا ينبغي على المتصدرين في الدعوة دراسة علم النفس وسوف يحاسبهم الله على ذلك لما يروجوه للناس من ضيق وتشدد وقناعات خاطئة بحسب عدم فهمهم ووعيهم لهذه النقاط الخطيرة والجوهرية .

كيف كان يعاني وهو الذي كان يضحك حتى تبدو نواجزه ، وهو الذي كان يمزح مع الصحابة ويبسط لهم أمور الدين براحة وسهولة ويسر ، وكان يمزح مع الصحابة حتى أثناء الأكل وفي قصة التمر مع سيدنا عمر أروع المعاني ، وكان يلاعب زوجاته ،، أتذكرون اللقطات الرومانسية التي تأتي للحبيبين وهم يجرون وسط الحدائق بضحك ومتعة وحب ورومانسية ، تأتي دائما في الأفلام .. هذه سنة نبوية فعلها الرسول الكريم مع السيدة عائشة . كانوا يتسابقون فسبقته .. ولما حملت اللحم سابقها فسبقها فضحك من قلبه عليه الصلاة والسلام وقال لها : هذه بتلك .. يعني بالعامية واحدة بواحدة . هل هنا شخص يعاني يكون لديه وقت لهذه الرومانسية الرائعة ، بل هل يستطيع من يعاني أن يفعلها أساسا ؟؟!!

كيف كان يعاني وهو يقول "إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه" والبلاء هنا هو البلاء الإيجابي بالخير والنعيم والراحة والسعادة والتكريم والنعيم وقد بين ذلك قول الله تعالى ""فَأَمَّا الۡإِنسَانُ إِذَا مَا ابۡتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكۡرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّى أَكۡرَمَنِ" .. وبينه كذلك الحديث القدسي لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه . فإذا أحببته : كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ، فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي ، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه .. هذا هو البلاء طالما أحبه .. فكيف تصدق من يقول لك إن هذا هو البلاء السلبي بالمصائب والمشاكل ؟؟ هو رأيهم ، فكر فيه وأعمل عقلك واستفت قلبك كما طلب منك نبيك ..

اعلم أن البلاء الإيجابي بالنعيم هو أشد أنواع البلاء .. لأنه اختبار قاسي يرسب فيه أناس كثيرون ، ينسون الله بمجرد الغنى والسلطة والشهرة ، لذا هو اختبار شديد قاسي .. لهذا كان أشد الناس بلاءا الأنبياء . فبلائهم قاسيا . بحب الناس لهم . وشهرتهم الواسعة والعروض الرهيبة والإغراءات المادية التي يتعرضون لها .. هم في قمة النعيم وهذا أشد أنواع البلاء .. فلو كان البلاء هنا هو البلاء السلبي لكان هناك أناس في مصر في أبشع البلاءات السلبية يعني هذا أنهم أفضل من الأنبياء ؟؟؟؟؟ فكروا قبل أن تتناقلوا القناعات بلا تفكير ..

تأمل قول الله تعالى : "قُلۡ مَنۡ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِى أَخۡرَجَ لِعِبَادِهِ وَالۡطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزۡقِ قُلۡ هِى لِلَّذِينَ آمَنُوا۟ فِى الۡحَيَاةِ الدُّنۡيَا"

سوف يتمتع الذين آمنوا بالزينة التي أخرجها الله لعباده والطيبات من الرزق .. وكل ما في الحياة من متع في الأولاد والزوجات والنجاحات والمال والصحة والسعادة هي رزق . وهي من طيبات الرزق ..

قال تعالى : "مَنۡ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَى وَهُوَ مُؤۡمِنٌ فَلَنُحۡيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُوا۟ يَعۡمَلُونَ"

سوف يحيا حياة طيبة كريمة مريحة ممتعة كل من يعمل صالحا وهو مؤمن .. وهل هناك من هو مؤمن أكثر من الأنبياء !!! ألا تصدقون كلام الله .

يقولون إن الله خلقنا لنقاسي ونعاني ونكابد ، يتحججون بالآية الكريمة "لقد خلقنا الإنسان في كبد" لايعلمون معناها .. يصدرون للناس أن معناها الكبد والضيق ، وينسون أن ثلاثة أرباع العلماء فسروها أي خلقنا الإنسان في شكل جميل .. قال الفراء: يقول خلقناه منتصباً معتدل .. وقال غيره : أَي خُلق منتصباً يمشي على رجليه وغيرُه من سائر الحيوان غير منتصب .. وقال غيره : خلق في بطن أُمه ورأْسُه قِبَل رأْسها فإِذا أَرادت الولادة انقلب الولد إِلى أَسفل .. وقال المنذري: سمعت أَبا طالب يقول: الكَبَدُ الاستواء والاستقامة .. فلماذا تصدرون للناس معنى ورأيا واحدا لتجعلوهم يعانون وتنسون آيتين من أروع آيات القرآن عن الحياة وما يريده الله لنا .. "يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الۡيُسۡرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الۡعُسۡرَ" وآية أخرى "يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمۡ" .. هل بعد هذا تصدق أن الله خلقنا لنكون في عسر ولكي يضيق علينا .. أتصدق الله أم تصدق من لم يفهم عقم الدين مهما بلغ به العلم ؟؟؟؟ استفت قلبك .. نعم النصيحة من رسول البشرية !! آه لو طبقها الناس .

واعلم أن من يعش في ضيق وتعاسة ومعاناة هو الذي ينسى الله ، حتى لو كان يصلي ويصوم ويزكي وعمل كل العبادات القلبية وينسى الله في قلبه ، قال تعالى "وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا" .. والإعراض عن الذكر يحدث حتى لو كنت تؤدي العبادات بصورة شكلية .. فإن لم تستمتع فاعلم أنك تعبد ربك خطئا وتحتاج لمراجعة قلبك وصلتك بالله .. أتحدث في ذلك بالتفصيل في حملة "أنا خلاص بدأت وهاستمتع بالحياة" وهي الآن 11 حلقة صوتية ، تستمعون لها على هذا الرابط :
http://www.youtube.com/watch?v=AW0jSAVCtjI

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire